المقالات

نحن و”المفجِّرون”.. القصة اليمنية التي لا يفهمها الأجانب

اليقين

أمين الوائلي ...

سيرة اليمنيين مع مفجري المنازل لا يفهمها الأجانب كما يجب، ولن يفهمها أجنبي حتى يعيشها فيشهد منزله حطاماً، وابنه قتيلاً، وهو ملاحقاً طريداً أو مكبلاً في غرفة مظلمة يتعاقب عليه معذبوه حتى يُنفح أمامه باب إلى الموت ويُحرم من حقه في الموت، كما يُحرم من حقه في الحياة.

كيف نتوقع من غيرنا أن يتبنى أوجاعنا نحن وخسائرنا نحن ومعركتنا الوجودية مع جائحة وبائية أفسدت كل شيء، وملأت حياتنا موتاً، وقرانا موتى، ومزارعنا ألغاماً ومتفجرات، ومدننا فقراء وجوعى؟ وبالمثل نحن لا غيرنا معنيون باستعادة حياتنا وتأمين مستقبل صالح لحياة الأبناء والأحفاد.

كيف نوصلها إلى عقل وقلب ومشاعر وتجربة وخبرة غريفيث، أو جيرمي هايت، أو جيم ماتيس، أو غوتيريس، أو لوكوك، وأي أجنبي آخر يرى أن الحوثيين كائنات طبيعية يمكن التعايش معها في ظروف كالتي يفرضونها على اليمنيين الآن؟

أمريكا أو بريطانيا أو مجلس الأمن أو من كان راعياً ومسمراً ومسمسراً بالحوثة في سوق المافيا الدولية، ليأتوا ويمنعوا أهل قرية من حقهم في طرد مفجري بيوتهم وناهبي حقولهم وقاتلي أهلهم.

بحسبة بسيطة يستطيع الناس أن يقرروا ما يجب وما لا يجب.

هذه ليست معركة دولة ونظام ومؤسسات ضد تمرد. أكثر وأخطر وأهم من ذلك هي معركة: كل فرد ضد قاتل يصوب بندقية على الرؤوس، وكل بيت ضد مفجر ينتقل من بيت إلى بيت، وكل قرية استباحها غزاة نهّابة متسلطون..

،،، ،،، ،،،

مؤخراً، قبل أيام قلائل، فجر الحوثيون منزل علي عبدالله البعني، في بني زهير بالعدين، قصفوا منازل عدة بالقذائف، وقُتل شاب وشقيقته تحت القصف رفضا مغادرة المنزل.
عشرات الجرائم كهذه في طول وعرض البلاد تحدث خلال انشغال العالم بالسلام مع الحوثيين. مَن في العالم يفهم خسائر اليمنيين المتراكمة يومياً وحياتهم المفجَّرة ومنازلهم المدمرة؟

ليست حياتنا كأفراد ولا جماعتنا كأسرة وعائلة وقرية ومدينة معروضة أو متروكة لما يقرره الأجانب وزعماء المافيا في العالم.

،،، ،،، ،،،

عندما فجّروا منزل عبدالوهاب الوائلي بمدينة إب، المنزل الذي كان لا يزال قيد التشطيب، واتصلت به وهو يومها في بني وائل بالحزم، وعندما جئت على ذكر المنزل أتذكر جيداً ما قاله ووثقته في الأخبار: "ما نشتيش بيوت، نشتي بيتنا الكبير.. بلادنا اليمن".

وهو قاتلهم وابنه، بكيل، حتى استشهد عزيزاً كريماً، يرحمه الله، وهو شاب في مقتبل العمر.. قاتل برجولة وبطولة، وما بقي غيره ووالده وصاحب أو اثنان على باب الحزم يواجهون جحافل حوثة ومتحوثين. أي بطل كان هذا الشاب.

بعدها، بوقت قصير على تفجير بيته بإب، فجّروا بيت العائلة في القرية، البيت الذي استقبل ضيوف عرسي وحفلة حنائي.. كان بيتنا أيضاً. 
وفجروا بعدها عشرات المنازل في قرى وبلدات الحزم وغير الحزم. 
مؤخراً، فجروا بيت البعني في بني زهير.
ما الذي يثبته المخرّب والمفجِّر أكثر بتدميره لبيوت أكثر؟

دائماً كانوا الطرف المعتدي والغازي والنهّاب والقاتل والغادر والمفجِّر والمتآمر.
وفي حالة المواجهة رجلاً لرجل، وعلى كثرتهم وتعزيزاتهم والأسلحة الثقيلة وتآمر قيادات سلطة إب، لم يستطيعوا شيئاً إلا بعد الاحتيال بالمؤامرة واستمالة خيانات وشراء ثغور كشفت الظهور، ويومها كتبت موثقاً (شيخ المقاومة أدخل الحوثيين إلى الحزم).

قاتلهم عبدالوهاب وصحبه وطاردوهم إلى مشارف إب المدينة حتى نفدت ذخيرتهم.
وللتفاصيل وقتها وليس الآن، حيث تختلط مقاولة بمقاومة وتجار بأبطال.

يستمر الحوثة في تفجير المنازل ونهب الرعية وتسليط خدامي خدامي الجرافي على الرعية.
لكن إب باقية ولا يمكنهم تفجيرها أو نسفها، هي من ستفعل بهم مرة واحدة وإلى الأبد.
هي من تستجمع غضبتها كاملة غير منقوصة...
وللحرية الحمراء باب...

،،، ،،، ،،،

لتذهب إلى الجحيم كل قرارات وخيارات ومؤامرات العالم والغرب والشرق والمجتمع الدولي ومجلس الأمن.

أليست هي نفسها القرارات التي يدوسها الحوثة منذ أربع سنوات، ويمارس معهم هذا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي هراءً دولياً ونفاقاً دولياً ومسارعة دولية لاحتضان عصابة وفرضها على بلد؟

هل يكون لعصابة كل هذا الحق في وجه الحق، ولا يكون لأهل الحق وهم أمة غالبة حقاً في استعادة وممارسة حقهم؟

خاسر، سلفاً، من يراهن على حق من غير ذي حق.

اليمنيون سيجدون طريقهم وطريقتهم الخاصة لممارسة حقهم في المناص والقصاص والخلاص إذا لم يعد بُدٌّ من خيار آخر وقرار أخير.

الشعب السيد والقائد وصاحب الحق بالأصالة عن نفسه. 
لا يضره من خذله ولا يعجزه من خلاه.

المقالات