المقالات

عبدالله إسماعيل يكتب: لقاء الرئيس العليمي.. أسئلة اللحظة وأجوبة المستقبل

اليقين

عبدالله اسماعيل / إعلامي وكاتب

في لقاء الدكتور رشاد العليمي مع قناة العربية، برزت مجمل التعقيدات التي خلفتها سنوات من غياب الرؤية، وتداعيات العجز المتعمد للقيادة في مواجهة انهيار الدولة ومؤسساتها، والانصراف الى سياسة التوازنات المعتمدة معيار الولاء على حساب الكفاءة، والرغبة في ادارة الخلافات البينية لا حلها، ما خلق مشهدا من الترهل والصراع وتجاذب المصالح، ادى الى الانحراف عن معركة استعادة الدولة.

دافع الرئيس بشكل حاسم عن تجربة التوافق التي شكلها اعلان المجلس الرئاسي، في اشارة شديدة الوضوح الى ضرورتها، وحتمية انجاحها والصبر على تجاوز ارادات افشالها، كفرصة اخيرة لتجاوز مسببات الانهيار، ومسؤولية وطنية يتحملها كل الاعضاء، فالجميع معني بتحقيق اهدافه، وعدم التنصل عن التزامته، في لحظة تاريخية لن يتسامح فيها اليمنيون مع أي دور متسبب في ضياع فرصة قد لا تتكرر.

في اللقاء ظهر ولو في الحد الادنى، عرضا لجذور الصراع القريب مع جماعة ارهابية، لم يكن ارتباطها بالمشروع الايراني وليد حروبها الستة على الدولة، او اسقاط العاصمة، بل بدأ تخليقها بالتزامن مع تخليق عملاء ايران في المنطقة، ولابد من الاشارة الى ان هذه العلاقة تمتد عميقا في التاريخ البعيد، فهذه الجماعة امتداد لغزو فارسي بدأ منذ اكثر من ألف عام، بقدوم الرسي الطبطبائي الى اليمن.

قدم اللقاء اجابات للاسئلة المطروحة على المستوى الشعبي، وهي اسئلة تظهر تطلعا جمعيا لخطوات متسارعة لانجاز الانتصار المنشود، وتصب في رغبة اليمنيين في الاصلاح والتغيبر خدمة لمعركتهم، ولسان حالهم: معركة استعادة صنعاء مرهون بترتيب وتفعيل عوامل حسمها، التي تبدأ من تفكيك حالة الترهل، وتمر بصدق نوايا التغيير، وغايتها توحيد المعركة، والاخلاص لاهدافها.

كان لافتا في لقاء رئيس مجلس القيادة الوضوح في تحديد اولويات ترتيب المؤسسة الامنية والعسكرية، وتعامل المجلس واعضاؤه بواقعية مع ملف بالغ التعقيد، وتأجيل هدف الادماج، المثقل بالتخوفات والتحفظات، الى تبني توحيد غرفة العمليات، والمسرح العملياتي، وهو حل يبدو أقرب الى الانجاز والتنفيذ.

تظل المواقف الدولية عاملا له بالغ التاثير في الازمة اليمنية، وتبرز تناقضات المجتمع الدولي ازاء التزامه بمحاربة الإرهاب كابرز ما تكون في موقفه من الإرهاب الحوثي، فكان من المهم أن يتحدث الرئيس بشفافية عن هذا التناقض، وان كثيرا من هذه المواقف دوافعها انتهازية غير مبررة، وتفريق غير مفهوم بين ارهاب وارهاب، ليتسيد الموقف الأمريكي تلك الازدواجية، لخدمة اهدافه في ملفات اقليمية، لا علاقة لها بالرغبة في إنهاء الصراع، او الملف الانساني في اليمن.

في علاقة اليمن بدول تحالف دعم الشرعية، أشار الرئيس الى رؤية مطلوبة مبنية على الوقائع والمصالح، والضروروات الاستراتيجية والحيوسياسية، والى حقائق ايجابيات تلك العلاقة و بعدها الثابت في الفوائد الحاضرة والمستقبلية، في مقابل علاقة عمالة كاملة لجماعة ارهابية مع مشروع تدميري، تنعدم فيه الايجابيات، ونتائجه الفوضى والتخريب.

حفل اللقاء بالكثير مما اراد اليمنيون سماعه، ولم يسعف الوقت الرئيس لايضاحات مهمة على مستوى الاستعداد للمعركة والحسم، وغرقت اسئلة المحاور في التسريبات والاشاعات، فغاب النقاش عن ملفات كان من الممكن طرحها، واللافت ان التفاعل الشعبي مع اللقاء، كان ايجابيا في الحد المعقول، متطلعا لاجوبة اكثر حسما في ملفات معالجة الاختلالات ومحاربة الفساد، والتطمين الرسمي على قرب معركة الخلاص، كهدف مأمول في مرحلة حاسمة

المقالات