كيف ستواجه مصر خطر العائدين من «داعش»؟
نعمة عبد الرحمن اليقينألاف المصريين انتموا إلي «داعش» في عهد الإخوان سيعودون بعد سقوطه
خالد الزعفراني: الإخوان مهدوا الطريق لـ«داعش» في مصر
المئات عادوا منذ شهور علي طائرات قطر وتركيا وأخرين في طريقهم وإيداعهم السجون سيكون «كارثة»
ناجح إبراهيم: الحل يتطلب تنسيق بين كافة الأجهزة والأزهر عليه المسئولية الكبر
والمصريين الأشد خطرًا داخل التنظيم
فؤاد علام: الإرهاب لن ينتهي إلا بتوقف الدعم من الدول التي تموله بمليارات مثل قطر
أخذت المساحة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في الانحسارعلى مختلف الجبهات، في سوريا وليبيا والعراق، تكبّد التنظيم هزائم كبيرة وخسر مدناً وقرى كانت مراكز هامّة له ولمقاتليه، الذين التحقوا به من جهّات الأرض الأربع، وتطرح هذه الهزائم المتلاحقة سؤالاً ملحّاً عن مصير آلاف المقاتلين من مختلفي الجنسيات في التنظيم وتجدّد مخاوف الدول التي جاءوا منها، وهم في صدد تجهيز أنفسهم للعودة إليها، حيث يسود العالم حالة من الترقب في انتظار القنابل القادمة من بلاد الشام، بعض الأجهزة الأمنية أعلنت عن خطة واضحة للتعامل مع الموقف بشكل حاسم ولكن لاتزال خطة مصر وعدد كبير من الدول العربية غير واضحه.
ووفقًا لدرسات عديدة أجراها باحثيين علي مدار العامين الماضيين فإن عدد المصريين المنضمين للتنظيم تجاوز 3000 مقاتل من مختلف محافظات الجمهورية سافر معظمعم إلي سوريا ومنها إلي ليبيا والعراق، ولأول مرة يشمل مجلس شوري تنظيم إاهابي إقليمي هذا العدد من المقاتلين المصريين وهو ما يمثل خطر حقيقي علي أمن واستقرار الدولة .
ناجح إبراهيم: الحل يتطلب تنسيق بين كافة الأجهزة والأزهر عليه المسئولية الكبر
والمصريين الأشد خطرًا داخل التنظيم
استغرق الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي وقتًا للإجابة علي السؤال الذي وصفه بالصعب، ثم قال إن الأمر خطير ويحتاج إلي تنسيق مشترك بين عدد كبير من الجهات والأجهزة في الدولة، لكن المهمة الأكبر تقع علي عاتق الأزهر الشريف الذي يعد أكبر مؤسسة وسطية إسلامية في العالم، لأن السبيل الأمثل لحل الأزمة هو موجهة الفكر بالفكر، لأن التظيمات الإرهابية لا تنتهي بنهاية قادتها ولكن من تبقي منها يمثل الخطر الأكبر علي العالم.
وأكد في تصريحات خاصة لـ«اليقين» أن تنظيم داعش كان ملغم بعدد كبير جدًا من المصريين الذين احتلوا مناصب هامة في سوريا والعراق وليبيا، موضحًا أن معظم منظرى القاعدة وداعش كانوا ينتمون إلى تنظيم جماعة الجهاد المصرية، لدرجة أن أسامة بن لادن نفسه تأثر كثيرًا بفكر قيادات الجهاد في أفغانستان وأسس القاعدة بناءًا علي تلك الأفكار، واكد أن خطر «داعش» تجاوز تنظيم القاعدة بمرحل.
الأمر الخطير الذي أشار إليه إبراهيم هو أن «داعش» نجح في تجنيد عدد كبير من الشباب داخل مصر بالتنسيق مع جماعة أنصار بيت المقدس، وتمكنت من تأسيس خلية عرب شركس في الدلتا والتي نجح الأمن في السيطرة عليها، وبعدها قام التنظيم بتأسيس خلية أخري في صعيد مصر وهي التي اختصت باستهداف الأقباط ونفذت عليات تفجير الكنائس، وتلك الخلايا تمثل الخطر الأكبر علي مصر لأنها عنقودية ونمت من الداخل وتتمركز في مدن وقري بعيدة عن الأمن ويمكن أن تبقي خاملة وتنشط لفترات فقط، كما أنها ستساعد بشكل كبير في استقبال العائدين وتوفير مناخ خصب لهم .
خالد الزعفراني: الإخوان مهدوا الطريق لـ«داعش» في مصر
المئات عادوا منذ شهور علي طائرات قطر وتركيا وأخرين في طريقهم وإيداعهم السجون سيكون «كارثة»
ويتفق الدكتور خالد الزعفراني، الباحث في شئون الحركات الإسلامية علي أن المواجهة الفكرية هي الحل الوحيد لتجاوز أزمة العائدين من «داعش»، ويؤكد في تصريح خاص لـ«اليقين» أن هناك عدد كبير من المقاتلين عادوا فعليًا إلي مصر منذ شهور، المسجل لدي الأمن يعود بطرق غير مشروعه وهم عدد قليل جدا ولكن الغير معروفين عادوا عن طريق قطر وتركيا، وشاركوا في التخطيط وتنفيذ حادث استهداف الكنيسة البطرسية، موضحًا أن الأمن لن يستطيع وحده التعامل مع الموقف لأن تلك الخلايا سرية وغير معروفة للأجهزة الأمنية وكشفها ليس أمر سهل ويحتاج جهد كبير، لكنها مسئولية مشتركة بين الأمن والأزهر والباحثين والمفكرين.
وأكد «الزعفراني» أن العدد كبير جدًا ومخيف والكثير منهم خرج من مصر في عهد الإخوان، لأن الأفكار القطبية هيأت الناس للانتماء الي الفكر التكفيري، وأشار إلي أن السجون تعد قنبلة موقته حيث إنها بيئة خصبة للتجنيد وهناك عدد كبير من الشباب المسجونين بايعوا البغدادي في الداخل بعد غسيل مخ من قيادات متواجدين معهم، وأكد علي ضرورة فصل قيادات داعش عن الشباب ووضع حد للمناقشات التي تتم بالداخل .
وطالب الزعفراني بعقد مناظرات فكرية بين قيادات التنظيمات الإرهابية المسجونين والمفكرين من أساتذة الأزهر والباحثين في الشأن الإسلامي، مؤكدًا أن الأزهر كفيل وحده بحل الأزمةن وانتقد عدم وجود بحثيين ومفكريين في المجلس القومي لمكافحة الإرهاب الذي أعلن الرئيس السيسي عن تأسيسه مؤخرًا.
من جانبه قال اللواء فؤد علام نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق، إن عدد كبير جدًا من قيادات تنظيم «داعش».
من جانبه أكد اللواء فؤاد علام نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق أن مصر، أو أي دولة اخري لم تبدأ حتي الأن في الإجراءات الصحيحة التي من شأنها حل الأزمة والتي تتمثل في وجود منظمومة متكاملة للعمل محاورها سياسي واقتصادي وثقافي واجتاعي وديني وتعليمي، الهدف منها هو تجفيف منابع الإرهاب، وأوضح أن مصر لديها تجربة رائدة في مكافحة الإرهاب تمت من الثمانيات ونجحت في القضاء علي إرهاب الجماعات المتطرفة مثل جماعات الجهاد والتكفير والجماعة الإسلامية التي أجرت مراجعات وأغلقت صفحة العنف نهائيًا .
وأكد «علام» لـ«اليقين» أن مشكلة الإرهاب الكبري في الدول التي تطوعه لخدمة مصالحها وتنفق مليارات الدولارات لتبقي منظموة الإرهاب في العالم قائمة، بهدف صنع توازن للقوي وقطر خير مثال علي ذلك.