حنان.. لاجئة دمّر الحوثيون حياتها
اليقينتتنهد حنان «30 عاماً» حين تتذكر حياتها في صنعاء قبل انقلاب ميليشيا الحوثي وسيطرتها على المدينة، لم يعد هناك من وجه للشبه بين الحالين، لقد اقتحمت المآسي حياتها ومن تعرف، بعد الخراب الذي خلّفه الحوثيون فتهاوى كل شيء، ولم يعد أهلها وجيرانها قادرين على العيش بعدما أورثتهم الميليشيا الفقر والفاقة، وخلقت في حياتهم مآس لا تعد ولا تحصى، كما تقول حنان.
غادرت حنان اليمن إلى الأردن، العام الماضي، طلباً للعلاج ولم تستطع العودة إلى دارها وأهلها جراء الأوضاع القاسية. تقول حنان: «قادتنا الظروف إلى عمّان، لنصبح الآن جزءاً منها، كم من الصعب أن تتغير حياة الإنسان من دون مقدمات ومن دون أهل وسند». قدمت حنان إلى عمّان بعد إصابتها بأورام في الغدة الدرقية جراء استنشاقها غباراً نتج عن سقوط صاروخ حوثي بالقرب منها، وأورثها أمراضاً لم تكن موجودة من قبل، وبعد نفاد ما لديها من مال تجد نفسها عاجزة الآن عن استكمال بقية الفحوصات وأخذ العلاج. تعيش الآن مع أخوين لها يعملان في المصانع مقابل أجور تصفها حنان بالقليل، مقارنة مع ارتفاع تكاليف العيش في الأردن.
كفاح
حاولت حنان جاهدة العمل معتمدة على شهادة اللغة الإنجليزية التي حصلت عليها من جامعة صنعاء، إلا أن الحصول على تصاريح العمل ليس بالأمر السهل، ومكلف في الوقت ذاته، مضيفة: «أنا لا أريد مساعدة مؤقتة، بل أرغب في دعمي في مشروع يوفر لي وإخوتي حياة آمنة، لديّ خبرة ومهارات في فن الخياطة، ولكن دون وجود أدوات لا أستطيع عمل شيء ما».
على الرغم من أنها تشعر على الدوام بحمى وألم في جسدها، إلا أنها ترغب بالعمل وتبحث عنه، مردفة: «عملي يشكل ضرورة لإنقاذ حياتنا، فالرواتب التي يحصل عليها إخوتي قليلة، وجزء كبير منها يذهب لأسرتي في اليمن، والجزء الآخر يذهب لإيجار المنزل الذي نقطنه».
معاناة
وتمضي حنان إلى القول: «نتواصل مع عائلتي دائماً، ونطمئن عليهم، ظروفهم صعبة، فوالدي كان عسكرياً متقاعداً، وكان يحصل على راتب بشكل منتظم، والآن لا يوجد رواتب، في الحقيقة دمّر الحوثيون حياتنا وأيضاً مستقبلنا، فلا يوجد لدينا ماء أو طعام أو كهرباء أو تعليم ولا أساسيات الحياة المختلفة، أيضاً نتيجة الفقر والعوز أجبروا الأطفال على التجنيد في صفوفهم مقابل لقمة العيش، أي حياة هذه! الله عز وجل كفيل بنا وبأحوالنا».