«النانو التكنولوجي».. سلاح حروب المستقبل
إلهام محمد علي اليقين"النانو تكنولوجي" Nanotechnology من التقنيات التي شهدت تقدماً سريعاً خلال الفترة الأخيرة، مما دفع الخبراء إلى التحذير من خطر الأسلحة العسكرية الصغيرة التي بحجم الحشرات ويجرى تطويرها حاليا ،على البشرية جمعاء.
ونشر لويس ديل مونتي، عالم الفيزياء ومؤلف كتاب "أسلحة النانو: تهديد متنامي للبشرية"، العديد من التحذيرات حول الأسلحة الصغيرة التي يطلق عليها اسم "nanoweapons"، حيث يمكن أن تؤدي إلى نشوب حرب عالمية مدمرة، ما قد يؤدي إلى انقراض البشر بحلول نهاية القرن.
ويرى السير ديل مونتي أن النهوض بتكنولوجيا النانو، يمكن أن يكون أشد خطورة من الأسلحة النووية التقليدية، وخاصة في ظل استثمار الولايات المتحدة وروسيا والصين المليارات في عمليات البحث، وفقا لكتابه "Nanoweapons: A Growing Threat To Humanity"، الذي نشرته جامعة نبراسكا برس.
وقال ديل مونتي، إن هذه التكنولوجيا التي قد تخلق أسلحة مميتة بحجم الحشرات، ستحث حكومات العالم على المنافسة في سباق التسلح الأكثر دموية على الإطلاق، وأضاف موضحا: "يوجد احتمال كبير بأن تكون هذه الأسلحة العسكرية سببا في انقراض البشرية هذا القرن".
وتأتي أسلحة "Nanoweapons" على شكل روبوتات تشبه الحشرات، يمكن برمجتها لأداء مجموعة من المهام "المرعبة"، مثل تسميم البشر وتلويث الغذاء وامدادات المياه.
مستقبل الأسلحة
على جانب أخر، كشفت تقارير إخبارية إن هناك سباق تسلح سري حاليا في تطوير تكنولوجيا الأسلحة "النانوية" بين الولايات المتحدة، وروسيا، والصين؛ وأوضحت أن كل من تلك الدول الثلاث ينفق ما يمكن وصفه بمليارات الدولارات من اجل تطوير تلك التقنية المتطورة.
وأجرت فعليا الولايات المتحدة، اختبارات على روبوتات يمكنها أن تفرق ما بين القنابل وباقي الأسلحة، بحيث يمكن تحولها إلى "حيوان قاتل" قادر على ضرب أي موقع بسهولة.
وفي تقرير نشر تحت عنوان: (صناعة السلاح في العالم عام 2030 وما بعده)، الصادر عن معهد الدراسات الدفاعية والإستراتيجية التابع لمدرسة "راجاراتنام" للدراسات الدولية في جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة في 2015،
قالت "كايتريونا هينل Caitriona H. Heinl" – الباحثة بمعهد الدراسات الدفاعية والإستراتيجية في سنغافورة - إلى أنه بتحليل الاتجاهات العامة التي قد تؤثر على مستقبل صناعة الأسلحة في المستقبل القريب أو المتوسط، فإنه ليس ثمة أدنى شك في أن العمليات "السيبرانية"، أي المرتبطة بالفضاء الإلكتروني، سوف تصبح سائدة بشكل متزايد في المستقبل، خاصةً في ظل تغير طبيعة الصراع بين الدول من المواجهات العسكرية المباشرة إلى تكتيكات أخرى منها ما بتعلق بالفضاء الإلكتروني.
وأضافت إنه من المرجح أن تسعى الدول إلى متابعة تفوقها التكنولوجي لأسباب اقتصادية وعسكرية، ومن أجل أن يكون لديها قدرات إنترنت هجومية ودفاعية، حيث سيكون الفضاء الإلكتروني مجالاً لجمع المعلومات الاستخباراتية، وساحة للقيام بهجمات على الشبكات الخاصة والمرافق الحيوية للدول. وسوف تسعى الجيوش إلى عمل تطويرات في مجال المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات (ICT)، إذ من المتوقع أن يكون لهذه التكنولوجيا تأثير كبير على المستوى العالمي في صناعة الأسلحة مثل المركبات البرية والبحرية والطائرات بدون طيّار، والروبوتات.
كما تشير Caitriona إلى أن البرمجيات المتقدمة سيتم استخدامها بشكل متزايد في العمليات الإلكترونية، حيث سيتم استخدام "الروبوتات القاتلة" في وقت قريب في ساحة الحروب، وتوحد حالياً دول مثل إسرائيل وكوريا الجنوبية، تستخدم الروبوتات التي تحرس المنشآت الهامة، وهي روبوتات مسلحة.
وهذا ما تم تجسيده على أرض الواقع، فقد شهدت الفترة الماضية تطورات فائقة في أنظمة تسليح الجيوش على مستوى العالم، حيث تم إدخال العديد من الوسائل التكنولوجية الحديثة لإحراز التفوق في ساحات القتال وكسب المعارك بأقل خسائر بشرية ممكنة.
واستعرض موقع "ذا ريتشست" تقريرا في أغسطس 2015 عن تقنيات الأسلحة الفائقة التكنولوجيا التي يجري تطويرها حاليا لكي تشكل تغييرا جوهريا في الحروب المستقبلية وهي كالتالي:-
Robots
تم تطوير "روبوت" يشبه إلى حد ما الكلاب يطلق عليه Legged Squad Support System -L3 وذلك بهدف حمل الأسلحة والذخائر والمؤن لجنود المشاة أثناء القيام بالدوريات، حيث يمكن لهذا الآلي حمل نحو 181 كيلوجراما من المعدات والإمدادات أثناء عبور الأراضي غير المستوية والحطام وذلك من أجل تخفيف الأحمال على الجنود.
Orbital Vehicles
الطائرات أو المركبات المدارية هي عبارة عن مركبة فضائية بدون طيار، مثل X-37B Orbital Test Vehicle، التي تم تطويرها من أجل إجراء التجارب وتوصيل الحمولات إلى المدار حول الأرض، ويعتقد بعض الخبراء أنها سوف تشكل البداية لتصنيع مركبات قتالية مذهلة.
Lasers
كان استخدام أشعة الليزر في القتال يعد نوعا من الخيال العلمي في الأفلام، إلا أن هذا الأمر أصبح حقيقة واقعية بواسطة البحرية الأمريكية التي ابتكرت أسلحة الطاقة الموجهة Laser Weapon System، حيث يمكنها إسقاط الطائرات بدون طيار وإغراق الزوارق الهجومية الصغيرة فضلاً عن أنها بديل فعال وغير مكلف لبعض الأسلحة مثل الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت، كما تسعى القوات الجوية الأمريكية لاستخدام أسلحة الليزر في الطائرات المقاتلة مثل F-22 وغيرها.
Mechanical Combat Suits
عبارة عن بدلة أو درع يهدف إلى حماية الجنود من نيران العدو فضلاً عن أنه يساعدهم على التنقل وحمل الأسلحة القوية، وطور مركز Defense Advanced Research Projects Agency فعليا بدلة ميكانيكية تسمح للجنود بنقل الأحمال الثقيلة وذلك كخطوة أولية، ومع التطور التكنولوجي يمكن التوصل إلى نظام تسليح متكامل.
Hypersonic Missiles
تشكل الصواريخ أحد الأسلحة المخيفة التي يتم تطويرها حاليا لكى تصبح أكثر ترويعا، حيث يتم العمل على ابتكار صواريخ عابرة للقارات يمكنها توجيه ضربات مدمرة بسرعة فائقة، كما أنه يكون من الصعب للغاية اعتراضها.
Micro and Stealth Drones
يتم استخدام الطائرة بدون طيار أو ما يطلق عليه Unmanned Aerial Vehicle منذ أعوام في الأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم، إلا أنه يتم العمل مؤخرا على تقديم تصاميم صغيرة للغاية لكي تكون في حجم الطيور أو الحشرات، ما سيجعلها وسيلة فائقة للمراقبة واستهداف الأفراد بأسلحة متقدمة.
Smart Bullets
شهد تصميم الأسلحة النارية تطورات تكنولوجيا فائقة فضلاً عن التغيرات الجذرية في الذخائر، وتم تقديم ما يعرف باسم "الرصاص الذكي"، حيث لم تعد القطعة المعدنية الاسطوانية الشكل تطلق من سلاح ناري بغرض إصابة الهدف وحسب، لكنها أصبحت مزودة بحواسب صغيرة من أجل برمجتها لتحقيق بعض الأهداف بدقة.
على الرغم مما ذكر أعلاه " النانو تكنولوجي" يمكن أن تكون نافذة علمية هامة والاستفادة منها في مجالات عديدة، مثل الطب، والإلكترونيات، والتطبيقات الصناعية، وغيرها من التطبيقات التي قد تفيد البشرية، مثل تصنيع تلك الروبوتات الحشرية من أجل علاج عدد من الأمراض المستعصية.