كرامة الإنسان أولاً… وهديّة الحثيلي تلامس الوجدان


محمد يحيى الفقيه
عكس لي احد الاصدقاء بالقاهرة من المرضى رسالة وتس اب وصلتة من مجموعة الحثيلي ، وللمرة الثانية ، ارتأيت ان اكتب عنها لما تحمل من دلالات أنسانية وحس بالمسؤلية ، ولأننا ملزمون بالكتابة عن اي شي جميل وأنساني بحت يحدث لنا في اي مكان وزمان ، في الصورة المرفقة اقتصصت الجزء الاعلى الذي يظهر فية اسم مستحق الهدية :
في يمن أنهكته الأزمات، وتفرقت فيه الجموع بين المنافي والملاجئ، يبقى للكرامة الإنسانية مكان لا يقبل التنازل عنه. وفي زمنٍ قلّ فيه من يمدّ يده بعطاءٍ نقيّ، دون منّة أو تمييز، تأتي مبادرة مجموعة شركات الحثيلي لتمنحنا درسًا في النُبل الإنساني لا يُنسى.
بمناسبة شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمواساة، اختارت المجموعة أن تقدم “هدية رمضان” لليمنيين المتواجدين في القاهرة، بطريقة تفيض احترامًا وتقديرًا لمشاعر الإنسان اليمني المُهجّر قسرًا من وطنه. لم تكن مجرد هدية، بل كانت رسالة محبة واعتراف بمعاناة هؤلاء الذين دفعتهم الظروف القاسية للغربة القسرية.
الرسالة التي وصلت إلى كثير من المستحقين كانت مؤثرة في صياغتها، رقيقة في مضمونها، واضحة في تنظيمها. تُشعرك وكأنك مدعوّ إلى بيت كريم، لا إلى طابور توزيع مساعدات. لا ازدحام، لا فوضى، بل تنظيم مسبق، مواعيد محددة، واهتمام دقيق بالتفاصيل. الأجمل من ذلك، أن لا استثناءات ولا وساطات… الجميع سواسية، إلا أصحاب الأمراض المستعصية، الذين كانت لهم لفتة إنسانية أوسع، وهديّة أكبر، شفاهم الله وعافاهم.
المذهل في الأمر، أن هذا العمل لم يقتصر على القاهرة، بل امتد ليشمل عدة دول، وربما داخل اليمن نفسه. وهذا يُظهر رؤية متكاملة تُدرك حجم المعاناة، وتتحرك بوعي ومسؤولية، متجاوزة حدود السياسة والمصالح، لتصل إلى حيث الإنسان فقط، في أضعف حالاته، وتمنحه شيئًا من الدفء والاحترام.
إن إصرار مجموعة الحثيلي على أن تبقى “الهدية” باسم رمضان، لا باسمهم، دليل على نقاء القصد، وحرص على مشاعر الإنسان اليمني، الذي بات كثيرون ينظرون إليه كرقم في قوائم النزوح، لا ككائن له قلب ومشاعر وكرامة.
هذا النوع من الأعمال، هو ما يُعيد لنا الثقة في أننا لا زلنا نعيش في عالم يمكن أن يكون أجمل… وأن هناك من يفهم أن الكرامة لا تُشترى، لكنها تُصان.
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نُسجّل خالص التقدير والامتنان للشيخ حسين الحثيلي، الذي يقف خلف هذا العمل النبيل، بروحٍ كبيرة ونفسٍ سخية، تُجسّد المعنى الحقيقي للعطاء الإنساني المسؤول.