اليقين
الأخبار

رشاد العليمي.. رجل الدولة الذي حمل اليمن في قلبه

اليقين

محمد يحيى الفقية

توثقت معرفتي به بعد عودته من رحلة علاجية شاقة أعقبت جريمة إرهابية استهدفت حياة رئيس الدولة وكبار قادتها في جامع دار الرئاسة يوم كانت البلاد تقف على حافة هاوية وكانت العيون تبحث عن بصيص من رجولة الدولة في زمن الفوضى

كنت ألتقيه في زياراتة لمنزل الزعيم الراحل علي عبدالله صالح رحمه الله وفي اجتماعات اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وكان يسميني بصاحب المشاكل من باب الدعابة كنت أراه دومًا الرجل الهادئ الرصين الذي يجيد الإنصات أكثر مما يتكلم ويتحدث بعقل الدولة لا بانفعال اللحظة ثم جمعتني به لقاءات أخرى في القاهرة والرياض ونقلت بينة وبين الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح بعض الرسائل المهمة حين كان يشغل موقع مستشار رئيس الجمهورية ورأيت فيه دومًا ذلك القائد المدني الذي لا يبحث عن الأضواء لكنه لا يغيب عن التأثير وتبحث عنة الاضواء

ومنذ أن أصبح رئيسًا لمجلس القيادة الرئاسي التقيته ثلاث مرات فوجدته كما عهدته بل أكثر تواضعًا وحكمة ولا يزال يناديني كعادته بلقب (الولد محمد) وهو لقب أعتز به لأنه يأتي من رجل لم تغيره المناصب ولم تأسره البروتوكولات رجل يرى في البساطة قوة وفي القرب من الناس واجبًا لا مكرمة

الدكتور رشاد العليمي لا اراة مجرد رئيس مجلس قيادة بل هو رجل استثنائي بكل المقاييس يجمع بين الخبرة الأمنية والإدارية والأكاديمية والتجربة السياسية الغنية والانتماء الوطني الصادق رجل يزن الأمور بميزان الحكمة ويدير الملفات المعقدة بعقلية رجل الدولة لا بعقلية السياسي المؤقت والطارئ

ومع حلول الذكرى الثالثة لتأسيس مجلس القيادة الرئاسي نقف اليوم أمام لحظة تأمل نرى فيها أن هذا الرجل وأعضاء المجلس معه يمثلون الأمل المتبقي للخلاص من سرطان الكهنوت الحوثي وإنهاء مشروع الإمامة الذي جثم على صدر اليمن وحال دون استقراره ونهضته

اليوم، ونحن نرقب المآلات نؤمن أن التاريخ سيذكر الدكتور رشاد العليمي كأحد الرجال الذين حملوا اليمن في قلبهم ووقفوا في مفترق الطرق بعزمٍ لا يلين وضميرٍ لا يساوم وعقلٍ لا يغريه الانتقام بل يُلهمه البناء

سلامٌ على من حافظ على ثوابت الجمهورية ورفع راية الدولة ورفض أن يكون مجرد رئيس انتقالي او كمالة عدد بل كان وما زال رجل الضرورة والتاريخ

الأخبار

آخر الأخبار