اليقين
الأخبار

زيارةنائب رئيس المؤتمر أحمد علي عبدالله صالح إلى القاهرة: صوت اليمنيين ووطن يجمع الجميع .

اليقين


اليقين - مقالأت
بقلم: محمد يحيى الفقيه

زيارة نائب رئيس المؤتمر أحمد علي عبدالله صالح إلى القاهرة حملت في تفاصيلها أبعادًا إنسانية وسياسية عميقة، لكنها كشفت عن جانب آخر لا يقل أهمية: لقاءاته بالمواطنين اليمنيين المقيمين في القاهرة، أولئك الذين جمعهم شتات الوطن وفرّقتهم المآسي، فوجدوا في شخص أحمد علي رمزًا لوطنٍ يفتح ذراعيه للجميع، بعيدًا عن الانقسامات والصراعات التي طغت على المشهد اليمني.

في هذه اللقاءات، اجتمع اليمنيون من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، ومن مواطنين عاديين فارّين من جحيم مليشيات الحوثي، إلى شخصيات وطنية وسياسية تمثل مختلف توجهات اليمن. كان المشهد، بكل تناقضاته، تجسيدًا حيًا لما يمكن أن يكون عليه اليمن إذا تخلص من براثن الصراع: وطنٌ يسع الجميع، دون إقصاء أو تمييز.

رمزية اللقاءات ودلالاتها

لقاء أحمد علي عبدالله صالح بالمواطنين اليمنيين في القاهرة كان أكثر من مجرد لقاء تقليدي، بل كان محطة استثنائية حملت رسائل عديدة:
1. الاحتواء والتواصل:
هذه اللقاءات أكدت أن أحمد علي يُدرك جيدًا أهمية التواصل مع كافة اليمنيين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الاجتماعية. كان اللقاء بمثابة رسالة واضحة أن اليمن، برغم اختلافاته، يجب أن يبقى وطنًا للجميع، وأن القيادة الحقيقية هي التي تسعى لتوحيد الصفوف، لا لتفريقها.
2. تذكير بالوطن المفقود:
بالنسبة للمواطنين اليمنيين العاديين، الذين يعيشون في القاهرة هربًا من جحيم الحرب والانقلاب، كان اللقاء فرصة لاستعادة صورة الوطن الذي يفتقدونه. وطنٌ كانوا فيه مواطنين لا لاجئين، وفيه قيادات تسعى لخدمتهم لا لإذلالهم.
3. رسالة أمل في وجه المحنة:
أحمد علي عبدالله صالح بمثابة رمزٍ لأملٍ جديد، يعيد إلى اليمنيين شعورهم بأن هناك من لا يزال يحمل همومهم، ويستمع إلى معاناتهم، ويسعى لإعادة الاعتبار لوطنهم الذي مزقته الحرب.

اللقاء مع الشتات اليمني: رسالة الوحدة الوطنية

ما ميّز هذه اللقاءات هو تنوع الحاضرين. لقد جمع اللقاء بين أطياف سياسية متعددة، من المؤيدين والمعارضين، وبين يمنيين من شمال الوطن وجنوبه، ومن كافة الخلفيات الاجتماعية والثقافية. في لحظة عابرة، تبددت الخلافات، وحضر صوت الوطن الذي يعلو فوق كل الانتماءات.

كان أحمد علي في تلك اللحظات صدى لصوت والده، الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، الذي طالما سعى إلى جمع اليمنيين على طاولة واحدة، وحذر من الفتن التي مزقت الوطن.

دور القاهرة كحاضنة للشتات اليمني

القاهرة، بمكانتها التاريخية والثقافية، كانت وما تزال بيتًا لكل يمني ضاقت به السبل. اللقاءات التي شهدتها هذه الزيارة أكدت أن مصر ليست مجرد مكان للقاء، بل هي شريكٌ في حلم إعادة بناء اليمن.

اليمنيون في القاهرة ليسوا مجرد لاجئين، بل هم نواة لمستقبل وطن، يحملون معهم حكايات الألم والأمل. وجود أحمد علي بينهم أعاد لهم شعور الانتماء والارتباط بوطنهم، مهما بعدت المسافات.

ختامًا: أمل يتجدد في روح اليمنيين

لقاء أحمد علي عبدالله صالح بالمواطنين اليمنيين في القاهرة، من كافة الأطياف والشرائح، كان أكثر من مجرد مناسبة اجتماعية. كان دعوة صريحة لإعادة التفكير في مستقبل اليمن، وإعادة بناء جسور الثقة بين أبنائه.

في زمنٍ عصفت فيه الانقسامات بكل شيء، أظهر هذا اللقاء أن اليمنيين، رغم كل شيء، ما زالوا قادرين على الاجتماع تحت مظلة واحدة، وأن الأمل في بناء وطنٍ جديدٍ لا يزال حيًا.

نائب رئيس المؤتمر أحمد علي، بحضوره واحتوائه، أعاد لليمنيين في القاهرة شيئًا من ذلك الحلم الذي فقدوه في زحمة الحرب: حلم بوطنٍ يسوده السلام، وطنٍ يسع الجميع، وطنٍ لا مكان فيه للمليشيات والانقسامات.

إنها رسالة بأن اليمن، مهما اشتدت جراحه، سيظل حيًا بأبنائه، وسينهض يومًا ليجمع كل من فرّقته الحرب .
حفظك الله في حلك وترحالك .

15d579fe16341280157754408196fe31.jpg
18b7afb8c62bd81838f9c4d8a714e553.jpg
48e414aeec23544515cb60d29904d10b.jpg
4e82670ba4e2c699f18b2bd2a6f0fd02.jpg
63ed066e0566562a5fe9918f75b44965.jpg
733d2c77e8e04c30ad1a6e0bc29e6596.jpg
979519ec7acef63227058543ebe09dbe.jpg
9aacf285fef23c9ab38ec2fd06b6e920.jpg
a5786ca6ddc7f04618087c85ae572304.jpg
ba3682304cb75e58b3e16f7583309376.jpg
d9da39c33465bd61add1325dc74fb31b.jpg

الأخبار

آخر الأخبار